إظهار الرسائل ذات التسميات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
إظهار الرسائل ذات التسميات القرآن الكريم. إظهار كافة الرسائل
كيف تكون سجدة التلاوة
سجود التلاوة
سجود التلاوة هو السجود الذي يكون في الصلاة من دون السجود خلال الركعة بل يكون عند قراءة أية قرآنية فيها سجود ، حيث يقوم المصلي بالسجود سجدة واحدة ثم يعود إلى الصلاة وإكمال قرائته ويجوز للمصلي أن يركع بدون قراءة .حكم سجود التلاوة
ليس فرضاً ولكنه فضل ، ويتم السجود في الصلاة المفروضة والتطوع ، وفي غير الصلاة في كل وقت ، وليس لها شروط خاصة فهي تجوز بوضوء وغير وضوء ، كما أنه يجوز فيها استقبال القبلة وإلى غير القبلة لأنها ليست بصلاة.كيف تؤدى سجدة التلاوة
كما ذكرنا فإنه يجوز لسجود التلاوة استقبال القبلة او غير استقبال القبلة ، وعلى وضوء ومن غير وضوء ، حيث أن قارئ القرىن عندما يجد آية السجود يسجد مباشرة لله تعالى ويستحب أن يقول " سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره بحوله وقوته " ، ويجوز إزادة : " فتبارك الله أحسن الخالقين " ، و" يجوز أن يقول سبحان ربي الأعلى " ، وأن يقول " اللهم أكتب لي بها عندك أجر وإجعلها لي عندك ذخراً وضع عني بها وزراً وإقبلها مني كما قبلتها من عبدك داود عليه السلام ، ويجوز له أن يقول كما يقول في الصلاة العادية وثم يرفع رأسه مكبراً كما يفعل في سجود الصلاة .أمثلة على مواضع سجود التلاوة من القرآن الكريم
و قد ورد ذكر سجود التلاوة في الكثير من آيات القرأن الكريم ، قال تبارك وتعالى : " وبالحقِّ أنزلناه وبالحقِّ نَزَلَ وما أرسلناكَ إلاَّ مُبشِّراً ونذيراً(105) وقرآناً فَرَقْناهُ لِتقرَأَهُ على النَّاس على مُكْثٍ ونزَّلناهُ تنزيلاً (106) قل آمِنُوا به أو لا تُؤمنوا إنَّ الَّذين أُوتوا العلمَ من قَبْلِهِ إذا يُتلى عليهِم يَخِرُّون للأذقان سُجَّداً(107) ويقولونَ سبحان ربِّنا إن كان وعدُ ربِّنا لمفعولاً (108) ويَخِرُّون للأذقانِ يَبكونَ ويزيدُهُم خشوعاً " سورة الإسراء . وقال تعالى : "أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرض وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدواب وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ " سورة الحج ، وقوله : "إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ " .كيف تم جمع القرآن
نزل كتاب الله تعالى على الرسول الأعظم محمد - صلى الله عليه وسلم - على امتداد 23 عاماً، حيث كان ينزل متفرقاً، فبعض الآيات الكريمات نزلت بسبب والبعض الآخر نزل بدون سبب على قلب الرسول الأعظم، وخلال فترة نزول القرآن العظيم كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قد أوكل مهمة كتابة القرآن على أدوات القديمة التي كانت متوافرة في ذلك الوقت إلى بعض الصحابة الكرام والذين اشتهروا بفطنتهم العالية وذكائهم الحاد وأمانتهم وأخلاقهم الرفيعة، ومنهم عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وعلي بن أبي طالب وزيد بن ثابت ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهم -.
وعندما توفي الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان القرآن كله مدوناً على الرقاع والعسب واللخاف وما إلى ذلك من الأدوات التي كانت تستخدم للتدوين بشكل كبير في ذاك الوقت، ولكنه لم يكون مجموعاً بل كان مفرقاً، ويرجع السبب في ذلك إلى أن كتاب الله لم ينزل دفعة واحدة ولكنه نزل متفرقاً، ومن هنا كانت عملية جمعه مباشرة غير مجدية لأن الترتيب الآيات الكريمات كانت تنزل تباعاً ولكان ذلك سبباً في أن تستمر عملية التغيير والتبديل في ترتيب الآيات وهذا أمر شاق جداً. ولكن بوفاة الرسول اكتمل نزول كتاب الله، فأصبح كاملاً ولكنه متفرق. كما أن وفاة الرسول أعقبتها وقائع حروب الردة والتي استشهد فيها جمع غفير من الصحابة حفاظ القرآن الكريم مما سبب قلقاً لعمر بن الخطاب الذي ظل وراء أبي بكر الصديق حتى أمر زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم. ويتوجب الانتباه إلى أن ترتيب الآيات وترتيب السور وأسماء السور كله من عند الله تعالى وليس لأحد فيه اجتهاد، وقد انتقل إلى الصحابة الكرام عن طريق الرسول الأعظم - صلى الله عليه وسلم - عن طريق جبريل الأمين - عليه السلام -، فكل ما يتعلق بكتاب الله هو من عند الله. أما
المرحلة الثانية من مراحل جمع القرآن الكريم وهي ما تم في عهد ذي النورين عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، ففي زمن عثمان دخل غير العرب إلى الإسلام بكثرة، حتى أصبحت وجوه القراءة متعددة، فخاف عثمان على القرآن من حدوث تغير في طريقة قراءته ولفظ كلماته وحروفه وبالتالي تبدل المعنى، فأمر زيد بن ثابت مرة أخرى ومعه عبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث وأخيراً سعيد بن العاص، حيث قاموا بنسخ المصحف وتوحيده على قراءة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ونطقه للكلمات، وبالتالي حفظ كتاب الله وكنتيجة لذلك حفظت اللغة العربية وتم توحيدها ولهجة القرآن الكريم اليوم هي لهجة قريش.
فوائد سماع القرآن
يعتبر القرآن الكريم معجزة الإسلام الخالدة، فهو الكتاب الذي أنزله الله تعالى على نبيّه محمّد عليه الصّلاة والسّلام، وهو الكتاب الجامع الشّامل المتعبّد بتلاوته حيث يقرأ المسلم آياته وسوره في صلاته وعباداته، كما يتحصّل المسلم على الأجر والحسنات مقابل قراءة حرفٍ من حروف المصحف الشّريف، وقد جاء في الأثر أنّه حبل الله تعالى المتين وصراطه المستقيم الذي فيه ذُكر نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرّد، وقد سمعه يومًا أحد كفار قريش وهو الوليد بن المغيرة فأُعجب بحسن نظامه حتّى قال فيه (إنّه له لحلاوة وإنّ عليه لطلاوة وإنّ أعلاه مثمر وأسفله مغدق، وإنّه يعلو ولا يعلى عليه).
وإنّ للاستماع والإنصات إلى آيات الله تعالى وسوره آثارٌ عجيبة في النّفس نذكر منها: الشّفاء والعلاج، فالاستماع إلى آيات القرآن الكريم ممّا يحدث في القلب أثرًا عجيبًا، حيث يستشعر الإنسان معاني الرّحمة والسّكينة فيطمئن لذلك قلبه، قال تعالى ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولا شكّ بأنّ القرآن الكريم هو أعظم الذكر عند الله تعالى، لذلك ينصح كثيرٌ من الأطباء النّفسيّين مرضاهم للاستماع إلى آيات القرآن الكريم وترديدها حيث فيها الطّمأنينة وراحة القلب بعيدًا عن القلق والتّوتر، كما يعدّ الاستماع إلى القرآن الكريم علاجًا شافيًا لكثيرٍ من الأمراض، قال تعالى ( وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظّالمين إلاّ خسارا )، وقد ثبت في السّنة النّبويّة أن نفراً من الصّحابة قاموا بقراءة القرآن على زعيم إحدى قبائل العرب وكان يشتكي مرضًا فبرئ من مرضه بمجرد الاستماع إلى سورة الفاتحة، وقام من مقامه كأنّما نشط من عقال، فالقرآن الكريم إذا استمع الإنسان المريض إلى آيات الشّفاء فيه موقنًا بالله تعالى برىء بإذن الله.
أيضاً من فوائد سماع القرآن الكريم تقوية جهاز المناعة وتحفيز الجوانب الإيجابيّة في النّفس، فقد دلّت كثيرٌ من الدّراسات على تأثير الاستماع إلى آيات القرآن الكريم في إحداث تغييرات في الدّماغ، حيث ثبت بأنّ خلايا الدماغ تعمل وفق تردّدات وذبذبات تمكّنها من التّفاعل والحفظ وغير ذلك من عمليات التّفكير، وإنّ الاستماع إلى آيات القرآن الكريم تعمل على تنظيم تلك الذّبذبات وجعلها في حركةٍ دائمةٍ وحافزيّة بعيدًا عن التّبلد والسّكون، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر يؤثّر إيجابًا في خلايا الجسم كلّها بعلاقتها مع الخلايا العصبيّة النّاقلة وبالتّالي يقوّي جهاز المناعة ويتوقّد الذّهن ويكون حاضرًا في كلّ حين، وصدق الله تعالى إذ قال ( إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السّمع وهو شهيد ).
كيف افهم القران
القرآن الكريم كتاب الله العظيم، ونوره المبين، أنزله لهداية البشرية إلى ما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة، وهو زاخر بالمعارف والتوجيهات والتشريعات، لذلك لابد من تدبره والتفكر في معانيه، وذلك لفهم هدايته والعمل على تطبيقه في واقع الحياة قال الله سبحانه وتعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا". وفي هذا المقال نعرف ببعض الأساسيات التي يقوم عليها الفهم السليم للقرآن الكريم، ومنها:
أولاً: فهم القرآن الكريم وفقاً للأهداف العامة من إنزاله
أنزل الله سبحانه القرآن الكريم لهداية الناس إلى الحق والخير، قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وهذا الهدف يشمل جوانب كثيرة، منها:1- تصحيح عقائد الناس، ومفاهيمهم الخاطئة عن الذات الإلهية والرسل واليوم الآخر.
2- تحرير العقول من الخرافات والأوهام، وهدايتها إلى المنهج العلمي القائم على اتباع الدليل والبرهان.
3- تربية النفوس على الفضائل والأخلاق الحميدة وتطيرها من العيوب والرذائل.
4- بناء الأمة الإسلامية المتميزة في حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ثانياً: النظرة الشمولية للآيات في الموضوع الواحد
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً، فما ورد غير مفسر في مكان جاء تفسيره في مكان آخر، ولذا لابد من ضم الآيات بعضها إلى بعض؛ حتى يتضح المعنى المقصد من النص. وفد أرشدنا النبي صلي الله عليه وسلم إلى ذلك، فعندما قرأ الصحابة الآية الكريمة: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، ظنوا أن الظلم في الآية يشمل كل معصية ولو كانت صغيرة، ولهذا قالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ فقال لهم: ليس كما قلتم إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنهوهو يعظه؟: "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم". ومما يجدر الإشارة إليه أن تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم يتطلب قدراً كبيراً من الاجتهاد ودقة الملاحظة؛ لإدراك العلاقات بين الآيات والجمع بينها.ثالثاً: فهم القرآن الكريم في ضوء السنة النبوية
جاءت السنة النبوية تفصل أحكام القرآن الكريم وتوضح معانيه، مصداقاً لقوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مان زل إليهم". فقد جاءت الأحكام في القرآن الكريم غالباً على سبيل الإجمال، وتكلفت السنة بالبيان والتفصيل.
رابعاً: الانتفاع بتفسير الصحابة والتابعين
الصحابة الكرام أقرب الناس فهماً للقرآن الكريم؛ لأنهم عاصروا نزول الوحي، وعاشوا معاني القرآن الكريم واقعاً في حياتهم، وهم أهل اللغة، وقد نزل القرآن الكريم بلسانهم. معاني القرآن الكريم كثيرة لا تقف عند حدود ما بينوه وفسروه. ما يقوله الصحابة والتابعون برأيهم واجتهادهم، بالرغم من أهميته يظل اجتهاداً بشرياُ يمكن مراجعته وإعادة النظر فيه.خامساً: فهم القرآن الكريم على أساس اللغة العربية
نزل القرآن بلسان عربي مبين، فهو يجري في تعبيره على لغة العرب وأساليبها، ولابد أن يعتمد المفسر في تفسيره على قواعد اللغة العربية وأساليبها.سادساً: ملاحظة أسباب النزول:
يعرف سبب النزول بأنه ما يتنزل قرآنٌ لبيان شأنه سواء أكان إجابة عن سؤال وجه للرسول صلى الله عليه وسلم، أو تعليقاً على حوادث مر بها المسلمون. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.سابعاً: الحذر من الاسرائيليات
وهي الأخبار التي يوردها المفسرون مما ينقل عن بني إسرائيل. وقد نشأ عن التوسع في الاعتماد عليها أخطاء في التفسير منها: الانشغال بما لا فائدة فيه:مثل الإخبار عن أسماء أصحاب الكهف، ولون الكلب. تسرب خرافات وأساطير إلى بعض كتب التفسير: مقل القول بأن الأرض محمولة على قرن ثور، أو أن كوكب الزهرة كان امرأة ثم حولها الله إلى كوكب في السماء. تسرب قصص لا تليق بعصمة الأنبياء.من هو ذو القرنين
إنّ من أجمل القصص التي ذكرت في القرآن الكريم هي قصّة الملك ذو القرنين ، وقد ذكره القرآن في كتابهِ العزيز لما فيها من حكم وموعضة للنّاس .
ذو القرنين هو شخص ذكر في القرآن الكريم وعرف هذا الشخص بأنّهُ حاكم عادل وليست هناك أدلّة على من هو هذا الشخص فهو غير معروف سوى أنّهُ حاكم عادل في زمان معيّن وهذا الشخص كان يؤمن بالله عزّ وجل وكان يؤمن بيوم البعث والحساب ، وهذا الحاكم قد مكّنهُ الله من قوّة في الأرض فقوّاهُ الله في ملكهِ وفتحَ الله على يديه الفتوحات الكبيرة ، وكان هذا الملك يجول مع جيشهُ في الأرض ليدعو إلى الله عزّ وجل وكان أيضاً يجول ليقرّب الناس إلى الله عزّ وجل ، وكان وهو يجول حتّى وصل إلى مكان كان يسمّونه النّاس بحر الظلمات وهو البحر الأطلسي الذي سمّي بهذا الإسم لإعتقاد الناس في ذلك الزمان أنّ السماء عندما تغيب كانت تغرق في البحر الأطلسي وتختفي ، وكانوا يظنّون أنّ نهاية الأرض كانت عند حد هذا البحر ، ولكن الله سبحانهُ وتعالى ألهم هذا الحاكم أنّ أمر هؤلاء هذا القوم الذين كانوا يعبدون من دون الله بأمرهِ وهو الحاكم فيهم إمّا أن يعذّبهم أو أن يحسن إليهم ، فقد قال الله تعالى ( حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ) سورة الكهف آية 86.
وقد إتّخذ هذا الحاكم أنّهُ سيعذّب الظالمين في الدنيا وثمّ حسابهم سيكون على الله يوم القيامة ، والذين آمنوا منهم فسيحسن إليه ويكرمهُ ، وبعدما إنتهى ذو القرنين من أهل الغرب إتّجهَ إلى اهل المشرق فوصل إلى منطقة تطلع منها الشمس فحكم فيهم كما حكم في أهل الغرب والمنطقة التي وصل اليها في المنطقة الشرقيّة كانت أرض مكشوفة لا يوجد فيها أشجار ، ومن ثمّ أكملَ رحلتهُ حتّى لقي ناس يتكلّمون لغة غريبة غير مفهومه يعيشون بين جبلين ويوجد بين هذين الجبلين فجوة وقد وجدوهُ حاكم عادل وقد أتاهُ الله من قوّة لما شاهدهُ الناس فيه ، وقد طلبوا منهُ أن يتصدّوا لقوم يأجوج ومأجوج بأن يبنوا سدّاً بينهم وبين قوم يأجوج حتّى يحوول بينهم ، فقال تعالى ( قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّ ) سورة الكهف آية 94 ، وقد وافق ذو القرنين وقد قام ببناء سد بينهم حيث وضع الحديد على مستوى الجبلين ومن ثمّ أوقد النّار على الحديد حتّى ينصهر ومن ثمّ أسكب على الحديد النحاس المذاب حتّى يزداد صلابتهُ .
يأجوج ومأجوج هم قوم يشبهون أبناء جنسهم الأتراك والمغول: فهم صغار العيون ، ووجوههم عريضة ، وصغار الأنف .
ما هو الورد في القران
القرآن الكريم معجزة عظيمة من معجزات الله لسيدنا محمد صلى الله عليه و سلّم، و ترطيب لسان المؤمن يكون بذكر الله تعالى سواء بالدعاء أو قرآءة القرآن الكريم التي يكون لكل مسلم يقرأ كتاب الله له الحسنات و الأجر الكبير و الشّفاعة يوم القيامة ، وطبيعة حياة الإنسان أو المسلم يكون مشغولاً في البحث عن رزقه و يضرب في الأرض ليؤمّن لقمة عيشه، و المسلم المؤمن لا يجعل حياته كلها ينشغل فيها عن ذكر الله ، لذلك لكل مسلم ورد يقرأه و يقوم به كل يوم أو كل ليلة سواء من دعاء أو قرآءة القرآن الكريم و الورد بكسر الواو و تعني النّصيب من الشيء ، و الورد في القرآن و هو النّصيب اليومي من القرآءة من آيات القرآن الكريم ، كم يقرأ المسلم و يرتل فيها آيات الله عزّ و جلّ.
يختلف الورد في القرآن الكريم من شخص إلى شخص فهناك من يقرأ المائة آية في اليوم فكما بينّه الحديث الشّريف من قرأ عشرة آيات كتب من الغافلين و من قرأ المائة آيه كتب من القانتين و من قرأ ألف آية كان من المقنطرين ، و هناك من يكون نصيبه و من أعتاد على قرآءة جزء أو أجزاء من القرآن الكريم ، وكل شخص تحكمه ظروفه و يحكمه درجة إيمانه و مدى قربه من الله تعالى و الخوف من عذابه و النّجاة من النّار ، و هناك من يتقاعس و يتجاهل عن ذكر الله عزّ و جل ّ و ينشغل بأموره الدّنيوية سواء بالعمل أو بالأعمال الّسفيهة و المنكرة التي تغضب الله عزّ و جلّ.
و الورد في القرآن الكريم هناك سور في القرآن الكريم يفضل للمسلم أن يذكرها كل يوم و كل ليلة و سور أوصانا فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم . على سبيل المثال آية الكرسي آيه عظيمة من قرأها يكون في حماية الله عزّ و جلّ سواء إن كان من يقرأها في أول النّهار أو عند النّوم حيث من قرأها كانت له حرزاً من الشّيطان أو من دواب الأرض و هوائمها إلى إن يقوم من نومه ، و سورة الفاتحة أم الكتاب أعظم سورة في القرآن الكريم وفيها شفاء من السّم ، وقرآءة المعوذات كل يوم و ثلاث مرات يومياً تكون له حرزاً من كل شر ،و أوصانا رسول الله قرآءة سورة الدّخان من كل ليلة الأثنين و الجمعة لما لها من فضل المغفرة ، و قرآءة سورة الواقعة التي تقي المسلم من الفقر بمشيئة الله و حوله و سورة الكهف حيث يجعل الله للمسلم نور يضيء به وجه من جمعة إلى جمعة عندما يقرأها في كل جمعة. كثير من سور القرآن الكريم لما فيها فضل في قرآتها ، و لا ننسى كل حرف نقرأه في القرأن الكريم يكتب للمسلم به حسنة و الحسنة بعشرة أمثالها ، فالمسلم في نعمة عظيمة فهنئياً للمسلم من يستغل يومه بذكر الله تعالى و قرآءة القرآن الكريم .
فضل بعض سور القرآن
للقرآن الكريم قدسية خاصة، ولسوره جميعاً إجلالاً وتعظيماً، كيف لا وهو كلام الله العظيم المنزل على عبده بواسطة الملك جبريل، ولكن تتمايز بعض سور القرآن عن غيرها في الأفضال والفوائد، وكل القرآن خير.
نشـرا للسنة وقمعا للبدعــة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"رواه مسلم وصححه الألباني في صحيح الجامع.
انتشرت في الآونة الأخيرة مع الأسف الكثير من الأحاديث الضعيفة والكتب التي تحتوي على فضائل سور القرآن الكريم، لذلك كان من واجبنا ومن حق الإسلام علينا أن ننبه لهذه الأباطيل، وذكر الصحيح من فضائل السور التي حققها الشيخ العلامة الألباني.
سورة الفاتحة
1- تعتبر سورة الفاتحة نوراً أعطي للرسول صلى الله عليه وسلم لم يعطى لأي نبي قبله هي وخواتيم سورة البقرة. قال صلى الله عليه وسلم: "... فسلم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك؛ فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة ...". [رواه مسلم وصححه الألباني].2- تعتبر من السبع المثاني التي لم تنزل على أي ديانة من قبل. قال صلى الله عليه وسلم: "ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها. وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته". [متفق عليه].
3- تحتوي سورة الفاتحة على التحميد والثناء والتمجيد لرب العالمين، ودعاء وسؤال له من الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين، قال الله: حمدني عبدي، فإذا قال: الرحمن الرحيم، قال: أثني علي عبدي، فإذا قال: مالك يوم الدين، قال مجدني عبدي، وإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} ، قال : هذا لعبدي . ولعبدي ما سأل". [رواه مسلم وصححه الألباني].
4- تستخدم في الرقية وهي أم الكتاب.
ســـورة البقرة
1- هروب ونفور الشيطان من البيت، فالشيطان لا يقعد في البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، قال عليه الصلاة والصلام: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة". [رواه مسلم].2- إذا قرأت أواخر سورة المسلم تكفي المسلم، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه أبو مسعود: "من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه". [رواه البخاري].
3- قراءة آية الكرسي من سورة البقرة عقب كل صلاة مفروضة كانت سبباً في دخوله الجنة، قال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت". [رواه النسائي وصححه الألباني].
4- ختم الله سورة البقرة بآيتين من كتاب كتبه قبل خلق السماوات والأرض هي سبب في هروب الشيطان من البيت، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه النعمان بن بشير: "إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان". [رواه الترمذي وصححه الألباني]. اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن ينفع الجميع بهذا المقال، وأن شاهداً لنا يوم القيامة لا علينا، ونسأله الإخلاص في العمل.
فضل تلاوة القرآن الكريم
القرآن الكريم هو: كلام الله الذي أنزله على عبده محمد عليه السلام؛ ليبلغه للناس أجمعين، وهو كتاب الإسلام الخالد؛ ليهدي الناس لطريق الخير ويخرجهم من الظلمات إلى النور "كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلماتٍ إلى النور".
والقرآن كما جاء بالتشريعات للناس في كل زمان ومكان، ومن يحتكم إليه تنتظم حياته ويرى النور جليًا وتتبارك حياته وأيامه، فأيضًا قراءة القرآن وحدها لها فضلٌ عظيم وكبير على قارئه، فمن يقرأ القرآن دومًا سيسترشد شيئًا فشيئا إلى أسرار الكون والخلق، وإحكام نظامه الذي أودع الله سبحانه مفاتيحها في دستوره العظيم، فقراءته وتأمله عبادة كبيرة وعظيمة يفتقدها الكثير من المسلمين للأسف فتاهت دروبهم في الحياة على إثرها.
1- وفي فضل تلاوة القرآن قول الرسول عليه السلام :" مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة : ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح و طعمها مر " و هذا تشبيه عظيم للجوهر والمظهر وأهمية القرآن في صلاحهما سويّة، وإلا فإن دروب النفاق أقرب.
2- ولكل حرفٍ يقرأه المسلم من القرآن فضل وأجر، وذلك لأن قراءة القرآن تلهي عن الغيبة والنميمة فكان لقراءته الأجر العظيم يقول عليه السلام :" من قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف "...
3- وللتشجيع على قراءة القرآن فعلى الأصدقاء والأقران أن يجتمعوا على قراءته وتدارسه، ولهذا أجر كبير يقول عليه السلام"وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده"، فهذا فضل كبير يحاول المسلم أن يصل لهذه المرتبة العظيمة بكل أعماله الصالحة، يحاول جاهدًا والطريق إليه بسيط، وهو بتلاوة القرآن تكون الملائكة على جواره تحفه برحمات الله .
4- وإذا كانت قراءة القرآن ذات فضل عظيم، فكيف بمن يعلم القرآن ويشق طريق الأجر و الثواب للأطفال والصبيان يعلمهم كتاب الله، و كيفية تلاوته، وطريقة حفظه، قال عليه السلام:" يا أبا هريرة تعلم القرآن، وعلمه الناس، ولا تزال كذلك حتى يأتيك الموت فإنه إن أتاك الموت و أنت كذلك حجت الملائكة إلى قبرك، كما تحج المؤمنون إلى بيت الله الحرام".
وكثيرة هي الأحاديث والآيات القرآنية التي قرنت سعادة الحياة الدنيا بالقرآن، وقرنت النور والضياء والهداية بقراءة القرآن، وعليه فليكن للآباء وللمعلمين، و لكل ذي شأن دور في أن تكون الناشئة قارئة لكتاب الله، متدبرة لمعانيه، وأن تسير في طريق حفظها له في قلبها وتصرفاتها، فالقرآن نور من تخلى عنه لم يرَ نورًا في حياته قط.
أداب تلاوة القرآن
آداب تلاوة القرآن
1. الطهارة .2. الاستياك (تطهير الفم بالسواك).
3. الوضوء .
4. الاستعاذة .
5. البسملة .
6. القراءة تَعَبُّدا وتقربا إلى الله لا لغرض دنيوي.
7. اجتناب السمعة الرياء بالقراءة .
8. القراءة في مكان طاهر ونظيف .
9. استقبال القبلة إن أمكن ولم يشق .
10. الخشوع والوقار والسكينة .
11. تدبر المعاني وتفهما، واستحضار عظمة الله .
12. ترتيل القراءة وتجويدها .
13. استيفاء الحروف بصفاتها وحركاتها ، وعدم النقص منها والاختلاس ، وعدم الزيادة والإفراط، ونحو ذلك من صفات القراءة المجودة .
14. تحسين الصوت بالقراءة من غير تكلف.
15.اجتناب القراءة بالألحان الغنائية والمقامات الموسيقية .
16. القراءة غيبا لمن يحفظ.
17. عدم قطع القراءة لكلام أحد.
18. قراءة سور القرآن ترتيب المصحف.
19. السجود عند قراءة سجدة من السجدات .
20. عدم القراءة عند أناس لا يستمعون ولا يعظمون القرآن .
21. تعظيم المصحف وحسن استعماله ، ومراعاة جلالته .
22. عدم الغلوّ والإفراط في أحكام التلاوة وأدائها .
23. اجتناب بدع القراء التي استحدثت كالقراءة لأجل الاستمتاع بالصوت الجميل ، والقراءة بترعيد الصوت واستعمال المؤثرات الصوتية الحديثة .
24. الوقوف عند رؤوس الآي ومراعاة الوقف الصحيح ، والتقطيع المفسر للآيات .
25. اجتناب الوقف القبيح ، والابتداء القبيح ، والوصل القبيح
26. قطع القراءة عند تمام المعاني ، وابتدائها عند ابتداء المعاني ، كابتداءات السور ، والقصص ، ونحو ذلك .
27. قطع القراءة عندما يعرض للإنسان شيء يُخل بجلال القرآن ومناجاة ذي الجلال والإكرام .
28. عدم القراءة في أو قات غلبة النوم والكسل وفتور الهمة وانشغال الذهن بما يمنع من التدبر والتمكن من القراءة
آداب تلاوة القرآن الكريم،
فينبغي للمسلم إذا أراد التلاوة أن يهيئ نفسه لها، ويحصل الآداب المطلوبة لينال الثواب الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن قرأ حرفاً من كتاب الله تعالى فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: الم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" (رواه الترمذي) عن ابن مسعود رضي الله عنه، والنصوص الدالة على فضل قراءة القرآن، وأنها من أعظم ما يتقرب به إلى الله كثيرة، منها ما (رواه أحمد وأبو داود والترمذي) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يُقال لقارئ القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها"، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: "اقرأوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه" (رواه مسلم). ومن أهم الآداب التي ينبغي لقارئ القرآن أن يتحلى بها:
1.أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى والتقرب إليه، فالعمل إذا دخله الرياء أو السمعة فلا قيمة له بل ربما أصبح وبالاً على صاحبه.2.الطهارة الظاهرة والباطنة، فيطهر ظاهره من الحدث والخبث، وباطنه من الذنوب والمعاصي.
3.القراءة بتدبر لمعانيه وخشوع بقلبه وخضوع بجوارحه؛ فلا يعبث بشيء منها، أو يشغل سمعه أو بصره، بما يتنافى مع التلاوة.
4.أن يكون نظيف الثياب حسن الهيئة مستقبل القبلة إن أمكن.
5.السواك قبله.
6.لا ينبغي له أن يقطع التلاوة لشيء من أمور الدنيا إلا إذا كان ذلك ضرورياً.
7.استشعار عظمة الله، أن هذا القرآن هو كلامه سبحانه وأمره ونهيه لعباد.
8.اختيار الأوقات المناسبة لتلاوة كتاب الله مثل: بعد الفجر، وجوف الليل؛ حيث يكون الذهن خالياً من المكدرات.
9.استجماع الذهن، والاستعاذة بالله من الشيطان وكيده.
10.اجتناب الذنوب والمعاصي؛ فإنها سد منيع يحول دون تدبر القرآن.
الفرق بين السور المكية والمدنية
معنى السّور المكيّة والسّور المدنيّة
للعلماء في معنى السّور المكيّة والسّور المدنيّة ثلاث اصطلاحات:الأول: السّور المكيّة هي السّور التي نزلت بمكّة، ويُعدّ منها كلّ ما نزل قبل الهجرة وإن نزل بغير مكّة، والسّور المدنيّة هي السّور التي نزلت بالمدينة، ويُعدّ منها كل ما نزل بعد الهجرة وإن نزل بغير المدينة.
الثّاني: السّور المكيّة هي السّور التي نزلت بمكّة، والسّور المدنيّة هي السّور التي نزلت بالمدينة.
الثّالث: السّور المكيّة هي ما وقع خطاباً لأهل مكة. والسّور المدنيّة هي ما وقع خطاباً لأهل المدينة. ويرجع سبب توجّه العلماء إلى هذه الاصطلاحات في معنى السّور المكيّة والسّور المدنيّة إلى اختلافهم في المُعتَبر في النّزول؛ فمنهم من اعتبر مكان النّزول فعّرفها بالمصطلح الثاّني، ومنهم من اعتبر زمن النّزول فعّرفها بالمُصطلح الأول، ومنهم من اعتبر المُخاطَبين بالآية وهؤلاء ذهبوا الى المُصطلح الثّالث.
طرق معرفة المكيّ من المدنيّ
لم يَرِد عن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام بيانٌ للسّور المكيّة من السّورالمدنيّة؛ لأنّ الصّحابة رضوان الله عليهم كانوا يعلمون السّور المكيّة والسّور المدنيّة، فقد كانوا شاهدين وحاضرين لنزول السّور، فلم يكن هناك حاجة لوجود نصٍّ من النبيّ عليه الصّلاة والسّلام يُبيّن ذلك، بل لم يُؤمَر النبيّ عليه الصّلاة والسّلام ببيانها.أمّا في القرون التي تلت قرون الصّحابة والتّابعين فقد احتاج العلماء لبيان المَكيّ من المدنيّ في سور القرآن الكريم لدخول الأعاجم في الإسلام وابتعادهم عن عصر النّبوة، وقد اتَّبع العلماء طريقين في معرفتهما هما:
النقليّ السماعيّ: معرفة السّور المكيّة والسّور المدنيّة عن طريق الرّواية عن أحد الصّحابة رضوان الله عليهم الذين شاهدوا التّنزيل وحضروا فترة الوحي، أو عن طريق أحد التّابعين الذين سمعوا من الصّحابة. ومن الأمثلة على هذا الطّريق: ما رواه مسلم عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: (أَلِمَن قتل مؤمناً مُتعمّداً من توبة؟ قال: لا. قال: فتلوت عليه هذه الآية التي في الفرقان: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ) إلى آخر الآية. قال: هذه آية مكيّة نسختها آية مدنيّة: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ)). حديث عائشة رضي الله عنها: (لقد نزل بمكّة على محمد -صلى الله عليه وسلم- وإني لجارية ألعب: (بَلْ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) وما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده).
القياسي الاجتهادي: اعتمد العلماء في هذا الطّريق على الطّريق الأول؛ حيث نظروا في النّصوص القرآنيّة، واستنبطوا خصائص وضوابط للسّور المكيّة والسّور المدنيّة وأنزلوها على السّور التي لم يُذكر أنّها مكيّة أو مدنيّة، فما وافقت شروط السّور المكيّة اعتُبِرت مكيّةً، وما وافقت شروط السّور المدنيّة اعتُبِرَت مدنيّةً.
الفرق بين السّور المكيّة والسّور المدنيّة
ميزات السّور المكيّة تتميّز السّور المكيّة بعدّة خصائص عن السّور المدنيّة، منها:
كل سورة من سور القرآن الكريم فيها لفظ (كلا) فهي سورة مكيّة، ولم يرد لفظ (كلا) إلا في النّصف الأخير من القرآن الكريم.كل سورة فيها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ) وليس فيها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) فهي سورة مكيّة، باستثناء سورة الحج؛ فقد جاء في أواخرها قول الله عزَّ وجلّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) مع توجّه كثير من العلماء إلى اعتبارها سورة مكيّة.
كل سورة ورد فيها قصص الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام والأمم السّابقة فهي سورة مكيّة، باستثناء سورة البقرة.
كل سورة فيها قصة نبي الله آدم عليه السّلام وإبليس فهي سورة مكيّة، باستثناء سورة البقرة. كل سورة تُفتَتَح بالحروف المُقطّعة مثل: (الم) و (الر) وغيرها من الحروف فهي سورة مكيّة، باستثناء سورتي البقرة وآل عمران.
تتميّز السّور المكيّة أيضاً بذكر الدّعوة إلى توحيد الله عزَّ وجلّ وعدم الشّرك به، فهو الوحيد المُستحقّ للعبادة، وإثبات وجود البعث والحساب والجزاء، وذكر يوم القيامة، وذكر النار وعذابها، وذكر الجنة ونعيمها.كما تتميز أيضاً بأنَّ عباراتها مختصرة وواضحة وكلماتها معبّرة وقوية.
ميزات السّور المدنيّة تتميّز
السّور المدنيّة بعدد من الميزات:تناولت السّور المدنيّة موضوع العبادات والمعاملات، والحدود في الإسلام، ونظام الأسرة، والمواريث، وفضيلة الجهاد، والصِّلات الاجتماعيّة، والعلاقات الدوليّة في حالتَي السِّلم والحرب، وقواعد الحُكم، ومسائل التّشريع وغيرها.
التوجّه لمُخاطبة أهل الكتاب من اليهود والنّصارى، ودعوتهم إلى الإسلام باستمرار، وبيان تحريفهم لكتب الله.
تتحدّث بكثرة عن المُنافقين وتكشف عن سلوكهم، وتُحلّل نفسيّاتهم، وتُزيح السّتار عن خباياهم، وتُبيّن خطرهم على الدّين.
تتميّز آيات السّور المدنيّة بطولها، وطول المقاطع في أسلوب يُقرّر الشّريعة ويُوضّح أهدافها.
عدد السجدات فى القرآن الكريم
السجود
السجود هو لحظات روحانية يتّصل بها العبد بخالقه، فيشعر بطمأنينة وراحة ، ويكون العبد أقرب إلى ربه وهو ساجد، إذا خشع في الصلاة، وتوجّه بقلبه لله بإخلاص، وترك كل أمور الدنيا وراء ظهره ولا يشعر إلا بوجود خالق يسمعه ويراه، فيناجيه ويلجأ إليه في كل أموره. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتدّ عليه أمرٌ وجد راحته في الصلاة والسجود، فكان يأمر بلال ليؤذن قائلاً له: (أرحنا بها يا بلال)، ويقصد بذلك الصلاة، فكان يُصلّي ويُطيل السّجود، فيشعر بالطّمأنينة والسكينة، ويدعو ربه حتى يأتيه الفرج. لذا، يجب على المسلم أن يُصلّي بخشوع وتعبّد، وأن يحاول الإطالة في السجود؛ ليشعر بالقرب من الله، وليكون سجوده كسجود النبي صلّى الله عليه وسلّم.عدد السجدات في القرآن الكريم
عدد السجدات في القران الكريم خمسة عشر سجدة، يقوم المسلم بالسّجود عندما يقرأ آية من الآيات التي تأمر بالسجود في القرآن الكريم، والآيات التي تضمّ هذه المواضع هي:(إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ).
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُم بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ).
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ). سورة النحل – الآية 49 )
(قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا).
(إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ۗ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَٰنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَٰنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا ).
(أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ).
(إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ).
(قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ ۖ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هُمْ ۗ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ).
( وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ).
(فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا).
(وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ).
(وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ).
دليل سجود التلاوة من السنة النبوية
من الأدلّة على أهميّة سجود التلاوة الحديث الآتي عن الرّسول عليه السّلام والتي تُبيّن حرص الرّسول عليه السلام على أداء هذه السّجدة: (رُبَّمَا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ فَيَسْجُدُ بِنَا حَتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِيَسْجُدَ فِيهِ فِي غَيْرِ صَلَاةٍ).
أنواع السجود
ورد في القرآن الكريم نوعين من السّجود، وهما:سجود اختياري: وهذا النوع خاص بالإنسان، وبهذا السجود يستحقّ الثواب من الله تعالى، كما ورد في القرآن الكريم: (فَاسْجُدُوا للهِ وَاعْبُدُوا)، أي تذلّلوا لله.
سجود تسخيريّ: ويكون هذا النوع شاملاً لكل من الإنسان، والحيوان، والنبات، والجماد، وهو المعنى لما قاله تعالىٰ: (وَللهِ يَسْجُدُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا)،وقوله تعالىٰ: (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ).ولا يُقصد في هذه الآية سجود الإنسان في صلاته، إنّما هي خضوع الجمادات لله تعالى استجابة لطاعته. وقد ورد في القرآن الكريم ما يؤيد هذين النوعين من السجود بالكثير من الآيات القرآنية، ومثاله الآية الآتية: (وَللهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِن دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ). فضل سجود التلاوة من السنة النبوية ورد فضل سجود التلاوة في السّنة النبويّة في عدّة مواضع، منها الحديث الآتي عن الرّسول عليه السّلام قال: (إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ فَسَجَدَ، اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ: يَا وَيْلَهُ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ يَا وَيْلِي أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ فَسَجَدَ فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ فَأَبَيْتُ فَلِيَ النَّارُ، حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ: فَعَصَيْتُ فَلِيَ النَّارُ).
تعريف القرآن
بداية نزول القرآن
كانت الجزيرة العربيّة قبل مبعث الرسول الكريم محمد -عليه الصلاة والسلام- تمرّ بفترة من أسوأ فترات الظلام، ظلام الجهل، وظلام الشرك، وظلام الطغيان، وقهر القوي للضعيف، والعبادة السائدة آنذاك هي عبادة الأصنام، أصنام بُنيت من الحجارة ومن الأخشاب، بل كانوا يصنعونها أحياناً من التمر فيعبدونها ويصلون لها ويتعلقون بها لاعتقادهم أنها تنفع وتضر، ثم إذا جاع أحدهم أخذ يتناول ويأكل هذا الرب المزعوم، وفي ظل هذه الظروف كان ذلك الشاب الصادق الأمين يختلي في مكان منفرداً في منطقة مرتفعة في جبال مكة المكرمة، يجلس وحيداً متفكراً في الليل والنجوم وعظيم هذا الخلق، وفي إحدى المرات بينما هو على هذا الحال وإذا بشيء يُمسك به بقوة، ويشدّه إليه، ويقول له: اقرأ، فيرد خائفاً: ما أنا بقارئ، ثم يشده ثانية ويقول له اقرأ، فيجيب بخوف شديد: ما أنا بقارئ، وفي الثالثة يقول: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ*اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ*الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ*عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ) فكانت هذه الليلة بداية نزول القرآن، وبعثة رسالة الإسلام والسلام، رسالة العلم والمعرفة، رسالة محاربة الظلم والظلام والجهل والكفر والشرك، وكل ما يقضي على عقل الإنسان.
تعريف القرآن
القرآن لغة: اختلف العلماء في لفظة القرآن من حيث الاشتقاق أو عدم الاشتقاق، ومن حيث إنّ لفظة القرآن مصدر أو وصف، وجاء اختلافهم في هذا المجال على عدة آراءالرأي الأول: قال أصحاب هذا الرأي أنّ القرآن مصدر للفعل قرأ، وتأتي قرأ بمعنى تلا، فيكون القرآن على وزن الرجحان والغفران، ثم تمّ نقل لفظ القرآن من المصدر ليكون اسماً دالاً على القرآن الكريم، ويساند هذا الرأي ورود كلمة القرآن بمعنى القراءة ومن ذلك، قوله تعالى: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ*فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ)
الرأي الثاني: ذهب أصحاب هذا الرأي وعلى رأسهم الزجاج النحوي إلى أنّ لفظ القرآن وصف على وزن فعلان، من الفعل قرأ ومعناه هنا جمع، يُقال في اللغة: قرأت الماء، بمعنى جمعته، ثم أُطلق لفظ القرآن على كتاب الله؛ لأنه جمع سور وآيات القرآن الكريم، فيكون لفظ قرآن دالاً على معنى الجمع والضمّ.
الرأي الثالث: ذهب أصحاب هذا الرأي وعلى رأسهم الأشعريّ إلى أنّ لفظ القرآن مشتق من قرأ، وهو من قرن، بمعنى قرن الشيء بشيء آخر أي جمعه به وضمّه إليه، وسُمّي به القرآن الكريم، وبناء على هذا تكون النون في قرآن أصليّة، وتكون الهمزة الممدودة همزة زائدة، ولذلك يمكن القول قران بدون همز، وهو توجيهٌ ضعيف؛ ولذلك قال الفرّاء أنّ اشتقاق القرآن من القرائن؛ لأنّ الآيات تُصدّق بعضها وتؤيّد بعضها، وتتشابه فيما بينها، وهي قرائن، والقرائن هي الأشباه والنظائر من الشيء.
الرأي الرابع: وقال الإمام الشافعي إنّ القرآن اسم سمّى الله سبحانه وتعالى به كتابه المنزَل على محمد -عليه الصلاة والسلام- مثلما سمّى الكتابين اللذين أنزلهما على أنبيائه موسى وعيسى -عليهما السلام-: التوراة والإنجيل.
تعريف القرآن الكريم اصطلاحاً: هو كلام الله تعالى المعجز، المتعبّد بتلاوته، المنقول بواسطة الوحي، والمنقول للمسلمين من عصر الرسول -عليه الصلاة والسلام- إلى اليوم بالتواتر، المبدوء ترتيباً بسورة الفاتحة، والمختوم في المصحف ترتيباً بسورة الناس.
القرآن المعجزة الخالدة
لما بعث الله محمداً -عليه الصلاة والسلام- نبياً ورسولاً أرسل معه القرآن الكريم معجزة خالدة تدلّ على صدقه، وأنه عبدالله ورسوله، أرسله بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فكان القرآن المعجزة العظيمة، حيث تحدّى الله العرب بجنس ما برعوا به، وكانوا أهل فصاحة وبلاغة وبيان، فأرسل الله لهم القرآن عربياً فصيحاً بليغاً، ولم يكتف عند هذا الحد، بل تحداهم أن يأتوا بمثل هذا القرآن، أن يأتوا بمثل ما فيه من فصاحة، ويأتوا بمثل ما فيه من بلاغة وبيان، فعجزوا عن أن يأتوا بمثل هذا القرآن، ولا حتى بسورة من مثله.
الإعجاز في القرآن الكريم إعجاز لغوي بلاغي بالدرجة الأولى، إضافة إلى إعجازه التشريعيّ العظيم، وإعجازه بالكلام عن أخبار السابقين، وإعجازه بالإخبار عن المستقبل، والحديث عن الغيبيات، بالإضافة إلى إعجازه العلمي، وإخباره عن أشياء لم يدرك الناس معناها إلا بعد التطوّر العلميّ في هذا العصر.
القرآن متعبَّد بتلاوته
المقصود من كون القرآن متعبَّداً بتلاوته أنّ الله سبحانه وتعالى جعل قراءة القرآن عبادة ينال بها المسلم الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى، فقراءة القرآن قربة يتقرّب بها المسلم إلى ربه، وينال رضى مولاه جلّ وعلا، ثم إنّ الصلاة لا تصح إلا بتمام أركانها، ومن أركان الصلاة قراءة سورة الفاتحة في كل ركعة من ركعات الصلاة، فمن جاء بالركن في الصلاة فصلاته صحيحة، وإن فات ركن قراءة الفاتحة بطلت الصلاة، فالقرآن متعبَّد بتلاوته في الصلاة وفي خارج الصلاة، ومن يقرأ القرآن ويحافظ على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار فقد فاز بالأجر العظيم، والمكانة العالية عند الله تبارك وتعالى.جمع القرآن
كان القرآن في عصر النبوّة محفوظاً في صدور الرجال، ومكتوباً في صحف على جريد النخل، أو مجموعة من الحجارة الرقيقة، أو الخزف وغير ذلك، فلما توفّي الرسول -عليه الصلاة والسلام- كان الخليفة بعده أبا بكر الصديق -رضي الله عنه-، الذي حارب المرتدّين، وأصحاب مسيلمة، وقد قُتل في حروب الردّة عدد كبير من الصحابة، ومنهم الكثير من حفظة القرآن، وأُشير على أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بجمع القرآن ووضعه في مصحف واحد يضمّ جميع القرآن، خشية ضياع القرآن بموت الصحابة ممن يحفظونه، فتردد في ذلك، لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يقم بهذه الخطوة ولم يجمع القرآن، ثم استقر رأيه ورأي الصحابة على أن يجمعوا القرآن في مصحف واحد، فأمر أحد كتبة الوحي، وهو الصحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنه- بتتبع القرآن وضمّه وجمعه، فجمعه في صحف واحد، إلا أنه غير مرتب السور.وبقيت الصحف التي جُمع فيها القرآن الكريم عند أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- حتى وافته المنيّة، ثم انتقلت بعده إلى عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ثم إلى أم المؤمنين حفصة بنت عمر -رضي الله عنها- في خلافة عثمان -رضي الله عنه-، وانتشرت أثناء ذلك بعض الصحف في الآفاق والتي كُتبت عن الصحابة الحافظين للقرآن؛ مثل مصحف عبد الله بن مسعود، ومصحف أبي بن كعب -رضي الله عنه-.
وفي حدود سنة ثلاثين للهجرة وفي عهد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- حضر الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان فتْحَ مناطق أرمينية وأذربيجان، فوجد المسلمون يختلفون في قراءة القرآن، ويقول المسلم للآخر: قراءتي من مصحفي أصح من قراءتك، فارتعب وفزع بسبب ذلك؛ خوفاً من ضياع القرآن، وغيرةً على كتاب الله،
فتوجّه إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وطلب منه أن يدرك الأمة قبل
اختلافهم كما اختلف اليهود والنصارى، فأرسل الخليفة عثمان إلى أم المؤمنين حفصة؛ يطلب منها أن ترسل له نسخة المصحف التي عندها ليتم نسخها، ثم يردّها إليها، فأرسلت إليه نسخة المصحف التي بحوزتها، فأمر عثمان زيداً بن ثابت ومعه عبد الله بن الزبير، ومعهما سعيد بن العاص، بالإضافة إلى عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن ينسخوا نسخة المصحف التي كانت عند حفصة عدة نسخ، وأمرهم: إذا هم اختلفوا هم وزيد في شيء مما في المصحف، أن يكتبوه بلسان قريش؛ لأنّ القرآن إنما نزل بلسان ولهجة قريش، فكتب منها عدة مصاحف؛ وُزّعت نسخة إلى البصرة، ونسخة إلى الكوفة، ونسخة إلى الشام، وترك نسخة بالمدينة، وأمسك لنفسه نسخة، ونسخة إلى مكة، ونسخة إلى اليمن، ونسخة إلى البحرين، وأمر بحرق غيرها من المصاحف ودفنها، لتوحيد المصاحف على هذه النسخة الموحّدة التي نُسخت في عهد عثمان، وما زال رسم المصحف يحمل اسم الرسم العثمانيّ حتى اليوم.
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)












