القرآن الكريم كتاب الله العظيم، ونوره المبين، أنزله لهداية البشرية إلى ما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة، وهو زاخر بالمعارف والتوجيهات والتشريعات، لذلك لابد من تدبره والتفكر في معانيه، وذلك لفهم هدايته والعمل على تطبيقه في واقع الحياة قال الله سبحانه وتعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا". وفي هذا المقال نعرف ببعض الأساسيات التي يقوم عليها الفهم السليم للقرآن الكريم، ومنها:
أولاً: فهم القرآن الكريم وفقاً للأهداف العامة من إنزاله
أنزل الله سبحانه القرآن الكريم لهداية الناس إلى الحق والخير، قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وهذا الهدف يشمل جوانب كثيرة، منها:1- تصحيح عقائد الناس، ومفاهيمهم الخاطئة عن الذات الإلهية والرسل واليوم الآخر.
2- تحرير العقول من الخرافات والأوهام، وهدايتها إلى المنهج العلمي القائم على اتباع الدليل والبرهان.
3- تربية النفوس على الفضائل والأخلاق الحميدة وتطيرها من العيوب والرذائل.
4- بناء الأمة الإسلامية المتميزة في حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.
ثانياً: النظرة الشمولية للآيات في الموضوع الواحد
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً، فما ورد غير مفسر في مكان جاء تفسيره في مكان آخر، ولذا لابد من ضم الآيات بعضها إلى بعض؛ حتى يتضح المعنى المقصد من النص. وفد أرشدنا النبي صلي الله عليه وسلم إلى ذلك، فعندما قرأ الصحابة الآية الكريمة: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، ظنوا أن الظلم في الآية يشمل كل معصية ولو كانت صغيرة، ولهذا قالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ فقال لهم: ليس كما قلتم إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنهوهو يعظه؟: "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم". ومما يجدر الإشارة إليه أن تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم يتطلب قدراً كبيراً من الاجتهاد ودقة الملاحظة؛ لإدراك العلاقات بين الآيات والجمع بينها.ثالثاً: فهم القرآن الكريم في ضوء السنة النبوية
جاءت السنة النبوية تفصل أحكام القرآن الكريم وتوضح معانيه، مصداقاً لقوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مان زل إليهم". فقد جاءت الأحكام في القرآن الكريم غالباً على سبيل الإجمال، وتكلفت السنة بالبيان والتفصيل.
0 التعليقات: